د.مايا مرسى: السيسى أول رئيس يذكر المرأة فى جميع خطاباته
د.مايا مرسى: السيسى أول رئيس يذكر المرأة فى جميع خطاباته
خبيرة فى مجال تمكين المرأة والسياسات العامة على مدى السنوات الماضية، مكنها منصبها الحالى تكريس كافة جهودها لخدمة قضايا المرأة..هى الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، فعملها مع عدة مجالس قومية للمرأة فى الدول العربية أكسبها خبرة كبيرة للوقوف على قضايا المرأة بالإضافة لمشاركتها فى تطوير استراتيجية الأمن والسلام للمرأة العربية، واستراتيجية العنف ضد المرأة العربية، عن رؤيتها لوضع المرأة المصرية وتوقعاتها للمرحلة المقبلة كان لـ«نصف الدنيا» معها الحوار التالي..
فى البداية الدكتورة مايا من أبرز الشخصيات النسائية التى دافعت عن حقوق المرأة ..كيف ترين وضع المرأة المصرية؟
منذ أن تولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مسئولية الحكم فى البلاد، وهو حريص كل الحرص على الانتصار لحقوق وكرامة المرأة المصرية، واسترداد مكانتها، وحرص على تكريم النماذج النسائية الإيجابية والمكافحة، فى رسالة واضحة وصريحة إلى المجتمع بأسره أن المرأة المصرية تستحق كل التكريم والاحترام، ودعا المرأة المصرية على اختلاف فئاتها إلى المشاركة على قدم المساواة مع الرجل فى بناء وطنها . واستمراراً لإيمان الرئيس بمكانة وقدرات المرأة المصرية، أعلن السيد الرئيس عام 2017 عاماً للمرأة المصرية فى خطوة تاريخية، ورسالة إلى المجتمع المصرى بأسره تؤكد من جديد إيمان القيادة السياسية فى مصر بدور فتيات ونساء مصر، وبمثابة إحياء لآمال المرأة المصرية فى أن تحظى بمستقبل أفضل، وأن عناء المرأة خلال السنوات السابقة سترى ثماره. واتخذ الرئيس عدة إجراءاتِ وقراراتِ هامة تكفل للمرأة المصرية الحصول على جميع حقوقها، من بينها تكليف الحكومة وكافة أجهزة الدولة والمجلس القومى للمرأة، باعتبار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 هى وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة فـى هذه الاستراتيجية.
حدثينا أكثر عن تفاصيل الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030؟
تتضمن الاستراتيجية محاور التمكين السياسى والاقتصادى والاجتماعى للمرأة، ومحور الحماية إلى جانب التدخلات الثقافية والتشريعية، وتُعد هذه الاستراتيجية هى الأولى لتمكين المرأة على مستوى العالم، فى إطار أهداف التنمية المستدامة 2030، وقد أشادت منظمة الأمم المتحدة، بدور الرئيس عبد الفتاح السيسى فى دعم المرأة المصرية، وإعلانه عام 2017 عاماً للمرأة، خاصة أن مصر هى أول دولة على مستوى العالم تصدر استراتيجية للمرأة 2030. كما تبنت الأمم المتحدة إطار الاستراتيجية، كدليل استرشادى تستفيد منه كافة دول العالم لوضع الاستراتيجيات الخاصة بها للنهوض بالمرأة . لقد استمعت استراتيجية تمكين المرأة المصرية 2030 إلى أصوات فتيات ونساء فى جميع أنحاء الجمهورية، واستجابت إلى تطلعاتهنّ، وتحقق ذلك من خلال دراسة احتياجات المرأة المصرية عبر إجراء الدراسات الميدانية المختلفة، وعقد الحلقات النقاشية مع مختلف فئات المرأة المصرية .فالاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية تمثل خطة عمل الدولة المصرية بكافة مؤسساتها وأجهزتها للنهوض بالمرأة وضمان حصولها على حقوقها، وقد تمثلت المرجعية الأساسية لتلك الاستراتيجية فى دستور2014، الذى رسخ قيم العدالة والمساواة، وأرسى مبادئ تكافؤ الفرص، وكفل للمرأة الكثير من الحقوق، وقد وضع الدستور أساسا قويا لمواجهة التمييز ضد المرأة، إلى جانب الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.
وفى رأيك أهم ما تحقق فى عام المرأة؟
تحقق للمرأة المصرية إنجازات عديدة فى عامها من بينها تكليف 6 وزيرات بنسبة 20 % فى الحكومة الحالية، بملفات مهمة، وهى وزارات: التعاون الدولى والاستثمار، التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، والتضامن الاجتماعى، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والثقافة والسياحة، وتعيين أول سيدة فى منصب محافظ، وهى المهندسة نادية عبده فى منصب محافظ البحيرة، ووصول ٤ نائبات للمحافظين كما تولّت المستشارة فريال قطب منصب رئيسة النيابة الإدارية، خلفاً للمستشارة رشيدة فتح الله التى كرمها سيادة الرئيس، ومنحها وسام الجمهورية من الطبقة الأولى، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة السيدات اللاتى وصلنّ لمواقع صنع القرار، عن طريق شغل عدد من المناصب القيادية لأول مرة منها: رئاسة تحرير جريدة قومية، ورئاسة مجلس إدارة إحدى الشركات التابعة للهيئة العربية للتصنيع، وغيرها من المناصب. ومن أهم المكاسب أيضا حصلت مصر على مقعد نائبة رئيس لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة التى عُقدت خلال عام 2017، وتكليف وزارة التضامن الاجتماعى وبالتنسيق مع كافة الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة، بإطلاق مبادرة قومية للمشروعات متناهية الصغر تُمول من صندوق «تحيا مصر»، ومن خلال بنك ناصر الاجتماعى لتحقق تمكينا اقتصاديا للمرأة المعيلة والفئات الأكثر احتياجا، على أن يتم تخصيص مبلغ «250 مليون جنيه» لصالح هذه المبادرة، كما كلف سيادة الرئيس وزارة التضامن الاجتماعى بدعم أسر المرأة المعيلة والأسر الأكثر احتياجاً، من خلال برامج دعم ميسرة، يقدمها بنك ناصر الاجتماعى، بقيمة «50 مليون جنيه»، لإتاحة البنية التحتية التى تيســـــر على الــمــرأة والأسرة حياتها اليومية فى القرى الأكـثر احتياجاً. كما تم تكليف الحكومة بإتاحة مبلغ 250 مليون جنيه لتقوم وزارة التضامن الاجتماعى بتوفير خدمات الطفولة المبكرة، بما يسمح للأم المصرية بالخروج للعمل والمساهمة فى بناء الدولة مع الاستمرار فى التوسع فى برامج التغذيــــة المدرسيــــة...وجميعها قرارات تصب فى صالح المرأة المصرية والمجتمع المصرى ككل.
وماذا عن مواقع صنع القرار؟
لقد حققت المرأة المصرية مكتسبات عديدة تدعم تواجدها فى مواقع صنع القرار بشكل إيجابى يدعم إسهامها الفعّال فى بناء وطننا الحبيب مصر، نذكر منها وصول 90 نائبة لعضوية مجلس النواب بما يمثل نسبة 15 % فى تطور مؤثر حيث بلغت تلك النسبة فى برلمانات سابقة 2 % فقط ومن ثمّ فالمرأة تشهد الآن مرحلة تاريخية. ويأتى وصول المرأة المصرية إلى منصب مستشار الرئيس للأمن القومي، والذى تتولاه سيادة السفيرة فايزة أبو النجا، من بين أهم الإنجازات المشهود لها التى تحققت للمرأة ..حيث تتولى المرأة المصرية ذلك المنصب فى سابقة هى الأولى من نوعها فى المنطقة ..كما كانت تلك المهمة مقصورة على الرجال على مدى 40 عاما. يأتى ذلك بالإضافة إلى رئاسة وعضوية المرأة فى المجالس الاستشارية الرئاسية..إلى جانب الزيادة الملموسة فى عدد سفيرات مصر فى الخارج والذى يمثل نسبة من أعلى النسب فى العالم مما يؤكد أن نساء مصر لا تتراجعنّ عن أداء مهامهنّ الجليلة فى دول تتسم بالظروف المعيشة الصعبة، كما يشهد بعضها وجود الحروب الأهلية وغيرها من المخاطر، وهو ما يؤكد ثقة القيادة السياسية فى قدرات المرأة المصرية هذا من جانب، كما يعكس مدى استعداد المرأة المصرية لبذل أقصى جهد لخدمة وطنها . ومن بين الإنجازات التى تحققت للمرأة أيضاً خلال عام 2015، تعيين 26 قاضية بالقضاء العادى فى محاكم الجنايات والجنح والنقض، ووصول المرأة إلى منصب مساعد وزير العدل لشئون حقوق المرأة والطفل فى سابقة هى الأولى من نوعها فى الهيكل التنظيمى والوظيفى للدولة، إلى جانب وصولها إلى منصب مساعد لرئيس محكمة النقض ..هذا إلى جانب تخصيص دوائر بالمحاكم المصرية خاصة بقضايا العنف ضد المرأة، حتى يتسنى لها الحصول على حقها بأسرع وقت ممكن، المرأة حققت العديد من الإنجازات ونأمل تحقيق المزيد.
وفى رأيك ما الذى ينقصها حتى هذه اللحظة؟ وكيف يمكن الارتقاء بمستوى المرأة المصرية؟
فى إطار عمل المجلس يعمل المجلس على التوعية ورفع الوعى من خلال حملات طرق الأبواب حيث وصل عدد المستفيدات من حملة طرق الأبواب 102.431.1 مستفيدة بـ991 قرية بـ27 محافظة استطعنا النزول إليهن وتوعيتهن، بالإضافة إلى حملة التاء المربوطة والتى وصلت إلى 61 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعى .الذى ينقص المرأة هو ألا يوجد أى أماكن تكون محرومة من الدخول أو الوصول إليها وتطبق المادة 11 من الدستور، النقطة الثانية رفع الوعى وأنا شخصيا أعتبر الوعى قضية أمن قومى لأن السيدات اللاتى لا يوجد لديهن الوعى الكامل من الممكن التلاعب بهن فى أى جهة من الجهات، والحقيقة أنا أرى أنه يجب التركيز على رفع الوعي. النقطة الثالثة هى أنه ستكون لدينا مجموعة من القوانين التى سيتم إقرارها خلال الفترة القادمة مثل قانون الأحوال الشخصية، قانون الولاية على المال، قانون حماية زواج القاصرات، بالإضافة إلى قانون الحماية من كل أشكال العنف، وأؤكد أننا فى أمس الحاجة إلى حزمة من القوانين التى تحمى المرأة وتضمن حصولها على حقوقها.
ما أهم المناصب التى نجحت المرأة فى إثبات ذاتها؟
كل المناصب التى أخذتها المرأة من مستشارة اﻷمن القومى حتى الوصول إلى الوزراء ونواب الوزراء، ﻷن المرأة عندما تتقلد منصبا تعمل أكثر فأكثر ﻹثبات ذاتها حتى تنجح، ولم نر سيدة تقلدت منصبا ولم تنجح فيه إﻻ إذا وجدت أسباب خارجية.
من أهم شخصية نسائية مصرية حققت نجاحا وأثارت إعجابك؟
أكثر امرأة تحوذ إعجابى هى أم وزوجة وأخت وابنة الشهيد.
نجاحك فى عملك لم يمنعك من نجاحك كأم ..ما أهم المحطات الناجحة فى حياة أبنائك؟
أكتر لحظة تسعدنى عندما يكون أبنائى ناجحون.
ما تقييمك لوضع المرأة خاصة فى الحياة السياسية من 2010؟
بعد 2010 كان هناك تراجع واضح وكبير للمرأة فى المشاركة السياسية فى تمثيل البرلمان_ وإلغاء الكوتة فكانت صدمة كبيرة وبعد الدستور الجديد 2014 ووصول المرأة إلى 90 مقعدا فى البرلمان، وهى نسبة 15 % وأعتبر هذا تحركا إلى الأمام و 25 % للمقاعد المحلية وأملنا فى المرحلة القادمة تضاعف الأعداد سواء فى هذا أو ذاك، فالمشاركة السياسية للمرأة هى الأساس الأول لوصول المرأة إلى كل مواقع اتخاذ القرار وهو المشاركة الحقيقية والأساسية لها.
ما تقييمك لأداء الرئيس السيسى خلال فترة رئاسته؟
إرادة سياسية حقيقية تساند المرأة المصرية وتدعمها، واقتناع تام بدورها فى المجتمع سواء داخل أو خارج المنزل، المساندة الملحوظة والعمل على كسر جميع الحواجز الزجاجية التى تقف عائقا أمام تحقيق طموحاتها، فالأحلام التى كانت تحلم بها السيدات حيث وصولها لمنصب المحافظ ومستشار أمن قومى وغيره من المناصب، بالإضافة إلى تكريم المرأة المستمر واحترامها وذكرها الدائم فى جميع خطاباته للأمة المصرية وهو أول رئيس مصرى يفعل ذلك، هذا كله يعمل على تغيير نظرة المجتمع كله تجاه المرأة.
ما توقعاتك لمشاركة المرأة ودورها فى الانتخابات؟
المرأة المصرية سوف تشارك فى الانتخابات الرئاسية لاستكمال ما حصلت عليه من حقوق وخطوات فعالة فى الفترة الماضية وتعطى رسالة إيجابية أمام العالم وللحفاظ على أمن وأمان مصر. وأتوقع أن نسبة مشاركة السيدات خلال عملية الانتخابات ستكون عالية ومشرفة وبنسبة تفوق نسبة مشاركة الرجال.